تأتي لحظات وتشعر زوجة الرجل المشغول دائماً، أنها مجرد حقيقة هامشية في حياة شريك حياتها. إنه يخرج مبكراً إلى العمل، ولولا تلك اللحظات المستعجلة والسيارة المشتركة التي يذهبان فيها إلى العمل ربما لم تره لأيام.
فهو يفيق باكراً ويخرج ليركض والرياضة ثم يعود ليستحم ويرتدي ملابسه، تكون هي قد استعدت للعمل، يخرج الاثنان، وتعود هي وحيدة، وحين يرجع الزوج إلى البيت يكون الوقت متأخراً جداً والبرد وصل السرير وقلب الزوجة وجسدها.
وفي أيام الإجازة أو في المرات القليلة التي يعود فيها باكراً، يبدأ في مهاتفة الأصدقاء أو يهاتفه العمل أو يبدأ في ممارسة نشاطه الاجتماعي وإثبات حضوره على السوشال ميديا، هاشتاغ هنا ولايك هناك وصورة على انستغرام…إلخ
لا يتوقف هذا الزوج ليسأل عن الحميمية.. أين اختفت الحميمية من حياته؟ قد لا يعتبرها الآن مهمة وهو في خضم صناعة مستقبله الوظيفي، لنها لن تظل بانتظاره. زواجك إن كان يهمك معرض للسكتة القلبية. أسرتك إن كانت تهمك أكثر من عملك على وشك التعرض للزلزال.
قد تقول إنك تعمل من أجلهم، لكن زوجتك أيضا تعمل من أجلهم، فلماذا تستطيع هي العودة وفصل العالم الخارجي من حياتها والاهتمام بالبيت والأبناء وبك؟
أنت تحتاج لإعادة ترتيب أوراق حياتك، وطالما أنك تعمل، فمن الراجح أن سرعة التناوب بين المتطلبات المهنية والحياة الشخصية ستمثل تحديًا متواصلاً، لكن إذا نجحت في أمرين اثنين: وضع الحدود والعناية بنفسك، فيمكنك حينئذ تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية بأفضل شكل ممكن:
القاعدة الذهبية:  قم بوضع الحدود الواضحة بين العمل والبيت واعتتن بنفسك
إنك لا تملك صنع الوقت، فإذا لم تضع حدودًا، حينئذ يمكن أن يستهلك العمل أو الالتزامات الأخرى وقتك المخصص لأداء الأنشطة والعلاقات التي تستمتع بها، ضع في اعتبارك هذه الأفكار:
تتبع وقتك: انتبه للمهام اليومية، بما في ذلك الأنشطة المرتبطة بالعمل والأنشطة الشخصية، حدد ما هو ضروري وما يرضيك أكثر من غيره. أوقف الأنشطة التي لا تستمتع بها أو لا يتعذر عليك التعامل معها أو انتدب غيرك لأدائها؛ أو شارك هموم العمل وحلولك المحتملة لها مع صاحب العمل أو آخرين. نظم المهام المنزلية بكفاءة، كأداء المهمات على دفعات أو القيام بغسل الملابس يوميًا؛ لا تحتفظ بالملابس المراد غسلها كلها حتى يوم إجازتك، افعل ما يجب فعله واصرف الباقي عن ذهنك.
تعلم قول لا: سواء كان زميلاً يطلب منك قيادة مشروع إضافي أو يطلب منك مدرس طفلك تنظيم حفلة دراسية، تذكر أنه من المقبول الرفض بطريقة محترمة، عندما تتوقف عن قبول المهام التي كنت تقبلها بدافع الشعور بالذنب أو إحساس غير صحيح بالذنب، حينئذ سيتوفر لديك مزيد من الوقت للأنشطة المهمة لك.
اترك العمل في مكان العمل: باستخدام التكنولوجيا التي توصل أي شخص في أي وقت من أي مكان فعليًا، قد لا يوجد حاجز بين العمل والبيت؛ ما لم تضعه أنت بنفسك، اتخذ قرارًا واعيًا لفصل وقت العمل عن الوقت الشخصي.
قلل إمكانية الوصول إلى البريد الإلكتروني: لا تطالع رسائل البريد الإلكتروني أكثر من ثلاث مرات يوميًا؛ في وقت متأخر من الصباح وبعد الظهر وفي وقت متأخر من نهاية اليوم، إذا كنت تصل إلى البريد الإلكتروني أول شيء في الصباح، فإنك ستميل إلى التركيز على مشكلات الآخرين والرد عليها بدلاً من كونك سباقًا لتلبية احتياجاتك أنت الخاصة.
اعتن بنفسك
اتباع نظام غذائي صحي: إن النظام الغذائي المتوسطي – الذي يركز على الفواكه والخضروات الطازجة والبروتين الخالي من الدهون – يُحسِّن القدرة على الاحتفاظ بالمعرفة علاوة على القدرة على التحمل والعافية.
احصل على النوم بشكلٍ كافٍ: فقلة النوم تزيد الضغط النفسي، من المهم أيضًا تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية الشخصية، مثل أجهزة الكمبيوتر اللوحية، قبل موعد النوم مباشرة، فالضوء الأزرق المنبعث من هذه الأجهزة يقلل من مستوى الميلاتونين، وهو الهرمون المرتبط بالنوم.
خصص وقتًا للمرح والاسترخاء: خصص وقتًا يوميًا لأداء نشاط تستمتع به، مثل ممارسة تمارينك المفضلة أو القراءة، والأفضل من ذلك، استكشاف الأنشطة التي يمكنك أداؤها مع رفيق لك، أو أسرتك أو أصدقائك؛ مثل التنزه أو التريض أو الحصول على دروس في الطهي.